صدر مؤخرا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. تونس كتاب جماعي بعنوان الانتقال الطّاقي في تونس. وقد ساهم في إنتاجه كل من الدكتور أحمد بوعزيّ الأستاذ الجامعي والمختص في الخلايا الشمسية وتكنولوجيا أشباه الموصّلات والدكتور محمد القرقوري الأستاذ الجامعي في اختصاص البيوتكنلوجيا وتثمين الموارد الحيوية والأستاذ محمد زياد قنر مهندس الطاقة المختص في الأنظمة الحرارية والأستاذ فتحي الحنشي المختص في الهندسة الميكانيكية والذي يشغل منذ فيفري 2011 خطة مدير ترشيد استهلاك الطاقة بالوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة بتونس.

يطرح هذا المؤلَّف رؤية للوضع الراهن للطاقة في تونس، كما يحاول استشراف تطوّر الانتاج والاستهلاك بما يتماشى مع التزامات البلاد الدوليّة في علاقة بحاجتها للاستقلال الطاقي وتطلع المواطنيها إلى مستوى عيش أرفع وبيئة أسلم. هذه الطموحات التي لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال تعزيز مكانة التنمية المستدامة والعمل على تطوير الاقتصاد وتحقيق التوازن على مستوى الميزان التجاري.

وانطلاقا من هذه الرؤية يتطرق الكتاب من خلال منهجية علمية علمية ومقاربة واقعية إلى مسألة الانتقال الطاقي في تونس، الذي يبدو أنه حُسم في اتجاه تنويع مصادر الطاقة في مستوى أول، من خلال الدفع نحو تطوير قطاع الطاقات المتجددة، وترشيد الإستهلاك الطاقي في مستوى ثان. وتتوزع مواده الكتاب على ستة فصول تهم أساسا «الوضع الطّاقي العام للبلاد التونسيّة»، و«الكهرباء الشمسية وطاقة الريح»، و«آفاق الطاقة الحيوية وبدائلها»، و«علاقة الانتقال الطّاقي بمجالي التّعمير والسّكن»، و«كيفية تخطيط التنقلات ودورها في الانتقال الطاقي».

يتطرق المؤلف أيضا إلى ميادين التطوير التي من شأنها أن توفر الظروف والأطر الملائمة للقيام بالإصلاحات وتحقيق الأهداف المنشودة. هذه الأهداف التي تندرج ضمن مسار أشمل وهو مسار الانتقال الديمقراطي الذي أصبح اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، مرتبطا بضرورة التطوير الاقتصادي، المتصل بدوره عضويا بما يشهده العالم من تغيرات مناخية وارتفاع إستهلاك الموارد الأحفوريّة.

وفي هذا السياق يعطي الكتاب بسطة حول مجالات إنتاج الطاقة البديلة في تونس وأساليب الاقتصاد في استهلاكها وبالتالي الحد من التلوث والاحتباس الحراري، وذلك بالاعتماد على ما وصلت إليه المعرفة والتطور التكنولوجي في كل من مجالات النجاعة الطاقية وإنتاج الطاقات المتجددة، مستشرفا بذلك السيناريوهات المطلوبة لإنجاح هذا المسار الإنتقالي الفريد والضروري.