“فريق جبهة التحرير الوطني الجزائري لكرة القدم في ذكراه الثالثة والستين: كرة القدم مُقاومةً.”
- فئة ندوات
نظم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. تونس يوم الجمعة 23 أفريل 2021 الندوة السابعة ضمن أعمال سيمينار “الرياضة: السياسات العمومية وبناء الذاكرة وتشكل الهويات. حالة المغرب العربي.” والتي تأتي تحت عنوان “فريق جبهة التحرير الوطني الجزائري لكرة القدم في ذكراه الثالثة والستين: كرة القدم مُقاومةً.” وقد شارك في الندوة، التي حظيت بشرف حضور سعادة سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بتونس عزوز بوعلال، كل من السيد وديع الجريء رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم والسيد حمادي هنية اللاعب الدولي التونسي السابق والأستاذ عادل بن يوسف أستاذ التاريخ بكلية الآداب والعلوم السياسية بسوسة والسيد خميس الدريدي الوجه الرياضي المعروف ومتابع فريق جبهة التحرير والسيد نصر الدين بن حديد الصحفي الجزائري المقيم بتونس، بالإضافة إلى مجموعة من المداخلات الأخرى والشهادات التي قدمها ثلّة من اللاعبين الدّوليين التونسيين السابقين الذين عاصروا فريق جبهة التحرير الجزائريّة خلال إقامته في تونس والذين جمعتهم بلاعبيه صداقات وعلاقات إنسانية خاصة. هذا وقد أشرف على إدارة الحوار والمداخلات أستاذ علم الاجتماع بالجامعة التونسية ومنسق السيمينار الأستاذ محمد الجويلي.
افتتح الندوة الأستاذ مهدي مبروك مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. تونس مرحبا بالمشاركين والحضور وكل من تابع الندوة عبر مختلفمنصات التواصل الاجتماعي. وقد تطرق خلالها إلى الأهمية التاريخية والدلالة الرمزية التي مثلها تكوين فريق جبهة التحرير. هذا وشدد على أهمية الدور الذي اضطلع به لاعبو الفريق الجزائري في مسار النضال في سبيل الاستقلال من خلال التعريف بقضية الجزائر على المستوى الدولي، مشيرا إلى أنه يمكن لميادين كرة القدم أن تبني لبنة صلبة في الصرح المغاربي المشترك وذلك من خلال صيانتها للذاكرة المشتركة لشعوب المغرب العربي.
من ناحية أخرى أشار الأستاذ محمد الجويلي في مداخلته التمهيدية، التي أطر في سياقها الندوة وقدم البرنامج ومن يؤثثه من المشاركين، إلى أنه لا يجب أن تحتكر أحداث ساقية سيدي يوسف (8 فيفري 1958) سردّية العلاقات الجزائرية التونسية أيام التحرير. وقد أكد على ضرورة إضافة حدث استقبال تونس المستقلة لفريق جبهة التحرير الوطني الجزائرية للسجل التاريخي للعلاقات الوطيدة التي جمعت البلدين معتبرا أن هذه المجموعة الرياضية المقاومة كانت فريقا بحجم وزارة خارجية وفاقت مساهمته مساهمة كتيبة عسكريّة، فقد كان لهم فضل كبير في التعريف بقضية التحرر الجزائري في الكثير من دول العالم.
ومن جهته شدد السيد عزوز باعلال سعادة سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بتونس على هذا الدور المهم الذي لعبه فريق جبهة التحرير في إعلاء راية الجزائر والتعريف بقضيّتها دوليا. كما أشار إلى التوقيت الرمزي لتأسيس الفريق، أي بعد أيام معدودة من مجزرة ساقية سيدي يوسف، معتبرا إياه محطة أخرى في مسار الكفاح المشترك للشعبين ضد الاستعمار الفرنسي ودليلا على عمق التضامن بينهما.
أما السيد وديع الجريء فقد اعتبر أن فريق جبهة التحرير كان بمثابة سفارة متنقلة محيلا على الدور الإيجابي الذي يمكن للرياضة أن تلعبه على الصعيد السياسي من خلال معاضدة التوجهات الدبلوماسية للدولة ودعم القضايا العادلة للشعوب. هذا كما أكّد بدوره على عمق العلاقات التونسية الجزائرية سواء على المستوى الرياضي أو المستوى الشعبي معتبرا إياها علاقة روحية وجينية تتجاوز البعدين الدبلوماسي والرياضي.
تلت المداخلات الافتتاحية مجموعة من الشهادات حول فريق جبهة التحرير قدمها مجموعة من اللاعبين الدوليين التونسيين الذين عاصروا الفريق وربطتهم بأعضائه علاقات إنسانية عميقة، وعلى رأسهم اللاعب الدولي السابق السيد حمادي هنية الذي كان له مساهمة كبيرة في تنظيم هذه الندوة وتأثيثها والسيد خميس الدريدي الوجه الرياضي المعروف والمتابع الوفي للفريق، بالإضافة إلى كل من السيد أحمد الصغير والسيد حطاب البياري والسيد الشادلي بن سليمان. اكتست الشهادات طابعا حنينيا وصل إلى حد التأثر. وقد تطرق في سياقها اللاعبون إلى الذكريات الخاصة التي جمعتهم بلاعبي فريق جبهة التحرير معرجين على مميزاتهم التقنية وخصالهم الأخلاقية مشيدين بأهمية التضحيات التي قدموها من أجل الجزائر وقضيّتها.
من ناحية أخرى اعتبر الصحفي الجزائري المقيم في تونس نصر الدين بن حديد أن عملية تأسيس فريق جبهة التحرير الجزائرية وانتقاله إلى الاستقرار في تونس مثل عملية سياسية وأمنية استثنائية بكل المقاييس تطلبت إمكانيات لوجستية كبيرة ورؤية سياسية ثاقبة، نجحت فيها مخابرات جبهة التحرير في مراوغة رقابة المستعمر الفرنسي. كما أكد أن هذا الحدث يمثل لحظة استثنائية من الواجب تخليدها في مسيرة الشعبين وفي تاريخ كرة القدم الذي اعتبره تاريخا منسيا رغم ما كان لهذه اللعبة الجماهريّة من تأثير على مختلف القضايا على الصعيد الدّولي. فكرة القدم تمثل اليوم، حسب تعبيره، أبرز معرفات الشعوب. هذا كما أشار السيد بن حديد إلى أن إنشاء الفريق جاء في سياق سياسي عرف تأسيس العديد من المؤسسات الوطنية التي ساهمت في تكوين جبهة التحرير والتي انخرطت جل تحركاتها ضمن استراتيجية بنية على ثلاث أقطاب وهي نفي الاستعمار وتشكيل الثورة وبناء دولة المستقبل.
أما المداخلة الختامية فقد كانت لأستاذ التاريخ بكلية الآداب والعلوم السياسية بسوسة عادل بن يوسف والتي جاءت تحت عنوان “الدعم التونسية لثورة التحرير الجزائرية )1954-1962 (: الأشكال والأدوار”، تطرق فيها إلى مختلف أشكال الدعم التونسي للثورة الجزائرية والتي اتخذ عديد الأشكال (المادي والسياسي والدبلوماسي والإعلامي والعسكري…) ولعل الاستقبال الرسمي لفريق جبهة التحرير واستضافته في تونس لتكون قاعدة انطلاقه نجو مختلف المعارك الكروية التي خاضها للتعريف بقضية الجائر من أبرزها. مؤكدا على أنه يمكن للذاكرة الرياضية أن تساهم في بناء وحدة المغرب العربي رغم العراقيل العديدة التي تحول دون تفعيله. وقد دعّم الباحث مداخلته بأرشيف (جرائد، صور، فييوهات قدمة ونادرة…) زاد في ثراءها.
فعاليات قادمة
ندوة علمية دُوليّة: السياحة وتأثيرها على المجال المحيط بها
دعوة للمشاركة تعلن الجمعية التونسية للدراسات والبحوث الحضرية بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.تونس عن بدء استقبال المقترحات البحثية […]
Appel à participation à l’académie de la migration – 2ème édition
La Fondation Heinrich Böll, Bureau de Tunis, et le Centre Arabe de Recherches et de l’Etude des politiques . Tunis […]
القرابة، والجوار، والجماعة، أو كيف نتدبر مجددًا الصلة بين المحلي والمشترك؟
دعوة للمشاركة يعلن قسم علم الاجتماع بكلية العلوم الإنسانية الاجتماعية بتونس بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.تونس ووحدة البحث “توارث، […]
روابط مختصرة
آخر التقارير
- أزمة العلاقات الخليجية: في أسباب الحملة على قطر ودوافعه
- الأنظمة الصحية، الرعاية الاجتماعية والعدالة الصحية
- الدراسة الاستشرافية
- أفكار ضد التيار
- الخطاب الديني و بناء الدولة الوطنية مقاربات متعددة الاختصاصات
- الإرهابيون العائدون من بؤر التوتر: سياسات التصدي وإجراءات التوقي
- الإسلام النقدي: المثقف النقدي والمسألة الدينية