محاضرة بعنوان: “تركيبة النخب الانتقالية في ليبيا منذ عام 2011: الديناميكيات والتصورات”
في إطار سلسلة “محاضرات مغاربية”، نظم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. تونس بتاريخ الثلاثاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 محاضرة تحت عنوان” تركيبة النخب الانتقالية في ليبيا منذ عام 2011: الديناميكيات والتصورات“. ألقت المحاضرة الأستاذة أمال العبيدي من ليبيا، أستاذة العلوم السياسية، بقسم العلوم السياسية، بكلية الاقتصاد، جامعة بنغازي. وحالياً، أستاذة في جامعة بايرويث بألمانيا، وباحثة أولى في مشروع برقة المعاصرة، بقسم الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بنفس الجامعة. وأشرف السيد محرز الدريسي المختص في علوم التربية والمشرف على إدارة اللقاء.
انطلقت المحاضرة بكلمة افتتاحية من طرف الأستاذ الدكتور مهدي مبروك مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. تونس رحب خلالها بالأستاذة أمال العبيدي والحضور في القاعة وكل من تابع المحاضرة عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي. وقد تلته مداخلة الأستاذ محرز الدريسي الذي أشرف على تسيير أشغال اللقاء والتي حاول فيها تشخيص الوضع العام في ليبيا، مركزا على الدور الذي تمارسه الوسائط السياسية في مختلف أبعادها سواء كانت في شكل أحزاب سياسية أو في نواتات قبلية وغيرها من أشكال التنظم سواء التقليدية أو الحدثية. كما عرج على أثر الصراعات السياسية على واقع ليبيا الحالي طارحا تساؤلا مركزيا: هل أن الصراع في ليبيا صراع من أجل إعادة بناء السلطة أم هو من أجل بناء الدولة الوطنية الليبية التي أصبحت تعيش فراغا بعد ثورة 2011 نتيجة لتراجع دور النخب؟
فيما يلي استهلت الأستاذة أمال العبيدي محاضرتها بتقديم لخصوصيات المرحلة الانتقالية في ليبيا، معتبرة أنها من أصعب المراحل التي عاشتها البلاد تاريخيا. وقد ركزت خلال المداخلة على ملامح النخب خلال نظام القذافي والتحولات التي طرأت عليها. وقد اعتبرت الأستاذة أمال أن ما ميز النظام السابق في ليبيا هو صعوبة تعريف النخب وتحديد خصوصياتها، مرجعة ذلك إلى التركيبة الايديولوجيا للنظام الذي كان لا يعترف بمفهوم النخب ويعمل على إقصائها. كما أكّدت الأستاذة المحاضرة على أن هذا الإشكال تواصل مع المرحلة الانتقالية. وقد واجه الباحثون العديد من الصعوبات في تحديد طبيعة النخب وكيفيات استقطابها ومدى تأثيرها في العملية السياسية.
أشارت الأستاذة أمال في سياق المحاضرة إلى دراسة سابقة أنجزتها بعنوان “تركيبة النخب الانتقالية في ليبيا منذ عام 2011: الديناميكيات والتصورات”. وقد قامت بتسليط الضوء عن مسألة تحولات النخب خلال الفترة الانتقالية وعوامل إعادة تشكيلها. وقد حاولت خلال هذا البحث التعرف على تركيبة النخب الانتقالية وخصائصها وتصوراتها. كما حاولت إعادة بناء الملامح السياسية العامة للتجربة الانتقالية الليبية مدعمة ذلك بنسب وأرقام عادت إلى عدد المقاعد المتحصلة عليها من كل حزب من الأحزاب المشاركة في الانتخابات، مشيرة إلى مختلف تداعيات هذه التركيبة وأثرها على المرحلة اللاحقة التي عمدتها بمسمى “مرحلة الانقسام”. هذه المرحلة التي تميزت بغياب نظام حكم موحد واختلال مبدأ التداول السلمي على السلطة وهو ما خلق فجوة كبيرة بين ما هو منشود وما هو كائن على أرض الواقع.
تطرقت المحاضرة أيضا إلى الإجراءات التي تم اتخاذها بعد عزل نظام القذافي وأثرها على تحولات النخب. من قبيل قيام هيئة النزاهة والشفافية بعزل كل من تقلدوا مناصب رسمية في فترة حكم القذافي وإخراجهم من المؤتمر الوطني وهو ما عكس تغيرات عميقة على تركيبة النخبة السياسية في الفترة الانتقالية. كما أشارت إلى ضعف مشاركة النخب النسائية. من ناحية أخرى أكدت الأستاذة على الفاعلين الرئيسيين في ليبيا هم من يملكون السلاح (المجموعات المسلحة) والذين يفرضون بالقوة مشاركتهم في الشأن السياسي المدني. كل هذه التحولات تحدث حسب رأي الأستاذة أمال ضمن ديناميكية معقدة تمزج بين السياق الدولي وتدخل القوى الكبرى والسياق المحلي الذي تحكمه التوجهات القبلية والمناطقية سيطرة منطق المحاصصة أي حكومة وتوزيع مواقع النفوذ. وهو ما أدّى إلى توسع عدد الوزارات (36 وزارة)، وإفراز مناصب جديدة، وتوسيع عدد المستشارين دون الأخذ بعين الاعتبار مستوى كفاءاتهم وقدراتهم مما تسبب في تفاقم الأزمة.
وقد خلصت المحاضرة إلى أن المشهد السياسي الليبي صار محكوما بالتمسك الضيق بالمصلحة الذاتية وهو أثر على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وعرقلها بحجج غياب القاعدة الدستورية. كما أدّى هذا الوضع المتأزم إلى تفاقم ظاهرة الفساد وانهيار أجهزة الدولة نتيجة غياب الرؤية التوافقية، ناهيك عن العامل الأمني الذي حال دون ترسيخ مبدأ التداول السلمي على السلطة وتفعيل المسار الانتخابي.
فعاليات قادمة
ندوة علمية دُوليّة: السياحة وتأثيرها على المجال المحيط بها
دعوة للمشاركة تعلن الجمعية التونسية للدراسات والبحوث الحضرية بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.تونس عن بدء استقبال المقترحات البحثية […]
Appel à participation à l’académie de la migration – 2ème édition
La Fondation Heinrich Böll, Bureau de Tunis, et le Centre Arabe de Recherches et de l’Etude des politiques . Tunis […]
القرابة، والجوار، والجماعة، أو كيف نتدبر مجددًا الصلة بين المحلي والمشترك؟
دعوة للمشاركة يعلن قسم علم الاجتماع بكلية العلوم الإنسانية الاجتماعية بتونس بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.تونس ووحدة البحث “توارث، […]
روابط مختصرة
آخر التقارير
- أزمة العلاقات الخليجية: في أسباب الحملة على قطر ودوافعه
- الأنظمة الصحية، الرعاية الاجتماعية والعدالة الصحية
- الدراسة الاستشرافية
- أفكار ضد التيار
- الخطاب الديني و بناء الدولة الوطنية مقاربات متعددة الاختصاصات
- الإرهابيون العائدون من بؤر التوتر: سياسات التصدي وإجراءات التوقي
- الإسلام النقدي: المثقف النقدي والمسألة الدينية