تصدّرت دراسات العدد دراسة “الاستعمار الاستيطاني في السياق الفلسطيني: براديغم أم مفهوم؟” لأشرف عثمان بدر

وعاصم خليل

، التي تُقدم مراجعة نقدية لمفهوم الاستعمار الاستيطاني، وتبحثُ تطبيقه في الحالة الفلسطينية، لتجد أنه صيرورة ومفهومًا وليس إطارًا نظريًا تحليليًا.

ويعرضُ رحال بوبريك

في دراسته “في أصول القومية بالبلاد المغاربية: إرنست غلنر ومفهوم الثقافة العليا”، رؤية الأنثروبولوجي إرنست غلنر Ernest Guellner للأمة والقومية، مع التركيز على مفهوم “الثقافة العليا” الذي استخدمه غلنر في بحث “المجتمع المسلم” وتحليل القومية والأمة والدولة في البلاد المغاربية. وتخلص الدراسة إلى وجود تناقضات في تحليل غلنر، مرده إسقاط براديغم جاء من السياق الأوروبي، ومحاولة تطبيقه على باقي المجتمعات.

أمّا بشيري حمزة، فيسلط الضوء في دراسته “نظرة مغايرة إلى السكن الفوضوي في مدينة وهران: القبو والسطح والفضاء المحول” على أحد أشكال السكن الفوضوي في محيط وسط مدينة وهران في الجزائر، من خلال بحث الجانب الاجتماعي للعلاقة بين الفاعل والسكن. ويجد أن سياسة الإسكان وتوزيع السكنات هي التي تؤدي إلى تفاقم أشكال السكن هذه، وبالمقابل لا يُساهم شاغل هذه السكنات في تطوير الجانب الحضاري والحضري للمدينة.

وفي دراستها “المقاولات العائلية السوسية بالمغرب: نمط القيادة ورهان الاستمرارية”، تبحثُ فاطمة الزهراء بوزلو

المقاولات الاقتصادية العائلية في منطقة سوس وسط المغرب، من خلال التركيز على مفهوم القيادة Leadership، ومعالجة التحديات التي تواجهها هذه المقاولات، سواء كانت احتمالية الفشل والتفكك، أو عدم القدرة على التحول إلى مؤسسة مُنظمة بيروقراطيًا. وتجد الدراسة أنّ التحديات التي تواجهها المقاولة السوسية اجتماعية ثقافية أكثر مما هي اقتصادية، فقد تأسست هذه المقاولات على مفاهيم الثقة والمرونة العائلية والتنظيم البيروقراطي والسلطة الأبوية الكاريزمية.

ويبحث مهدي مبروك

في دراسته “الخير على قارعة الطريق: موائد إفطار رمضان في تونس العاصمة (تحولات التضامن الغذائي ودلالاته السوسيولوجية)”، ضمن منهج إثنوسوسيولوجي، في حالة مائدة إفطار خاصة بشهر رمضان انتصبت في حي شعبي بالعاصمة التونسية (الكبارية)، مُبينةً كيف تحرّر “فعل الخير” من احتكار الدولة، وكيف تُعبئ هذه المبادرات التضامنية موارد مختلفة، وتبني شبكات اجتماعية فاعلة.

وفي دراسة “النساء الضحايا والعدالة الانتقالية في تونس: شرخ الانتظارات والاعتراف المنقوص”، يُركّز عادل العياري

على جانب خاص من مسار العدالة الانتقالية الذي باشرته هيئة الحقيقة والكرامة، والذي يتعلق بالنساء الضحايا في تونس، ومن خلال بحثه الميداني، يجُد أن العدالة الانتقالية أخفقت في تحقيق مطالب النساء وتحقيق العدالة لهن.

كما اشتمل العدد على مناقشة لأحمد الخطابي

تحت عنوان “نظرية المجال عند جورج زيمل: المجال بوصفه شرطًا قبليًا للبناء وإعادة البناء الاجتماعي”، التي يبحثُ فيها مفهوم المجال Space ومضامينه ومظاهره كما ورد لدى السوسيولوجي الألماني جورج زيمل (1858-1918)، بوصفه أحد السوسيولوجيين الأوائل الذين حاولوا دراسة المجال ومقاربته سوسيولوجيًا، وذلك بقصد إدماج أفكاره في العلوم الاجتماعية العربية.

أما باب مراجعات الكتب، فاشتملَ على ثلاث مراجعات: “النظرية الجنوبية: علم الاجتماع والديناميات العالمية للمعرفة” لريوين كونيل، من إعداد فارس اشتي

، “نظام الأشياء: التفكير في ما بعد الحداثة” لميشيل مافيزولي، من إعداد رشيد بن بيه

، “الشرق الأوسط: إطلالة أنثروبولوجية” لأوغو فابييتي، من إعداد كارلوتا ماركي. وتضمن العدد أيضًا تقرير حول ندوة دورية استشراف للدراسات المستقبلية “مستقبلات التحولات الديموغرافية ورهاناتها عربيًا”، من إعداد

.

وعرضت عمران على غلافها وداخل العدد لوحات الفنان التشكيلي الأردني جهاد حسن العامري

، التي تستحضر روحانية الأمكنة وظلالها، باستخدام تقنيات فنية متعددة.