ندوة : “المرأة والمجال الرياضي في تونس أية علاقة”
- فئة ندوات
نظم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. تونس يوم الجمعة 26 مارس 2021 الندوة السادسة ضمن فعاليات سيمينار “الرياضة: السياسات العمومية وبناء الذاكرة وتشكل الهويات. حالة المغرب العربي.” والتي كانت تحت عنوان “المرأة والمجال الرياضي في تونس أية علاقة “، وقد شارك في الندوة كل من السيدة نجوة معلّى الأستاذة الباحثة في المعهد العالي للرياضة والتربية البدنية قصر سعيد – جامعة منوبة، والسيد سيف الغابر الباحث المختص قضايا الشباب والممارسات الثقافية جامعة تونس والسيدة مهى الزاوي المسيرة الرياضية، والأستاذة الباحثة بالمعهد العالي للرياضة والتربية البدنية بالكاف والسيدة نادية عرب الباحثة، والصحفية الرياضية واللاعبة السابقة في كرة السلة، وقد أشرف على إدارة الندوة السيد محمد الجويلي أستاذ علم الاجتماع بالجامعة التونسية والمشرف على أعمال السيمينار.
انطلقت الندوة بمداخلة افتتاحية للأستاذ محمد الجويلي وقدم خلالها المشاركين وتم الترحيب بهم وبجميع الحضور وكل من تابع الندوة عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، كما أشار إلى أن هذه الندوة تأتي في إطار إحتفال المركز باليوم العالمي للمرأة، معتبرا أن مجال الرياضة دائما ما ارتبط بالهيمنة الذكورية، وهو ما يفرض اليوم مزيد التفكير في علاقة المرأة بالمجال الرياضي خصوصا مع تواتر إنجازات المرأة التونسية في هذا المجال على الصعيدين الوطني والدولي، وذلك لا فقط على في مستوى الممارسة الرياضة وحصد الألقاب وانما أيضا على مستوى التسيير والمشاركة في أخذ القرار وبناء السياسات العمومية الرياضية.
تناولت الأستاذة نجوى معلّى، في المداخلة الأولى، نتائج بحث ميداني عمل على تناول عديد الإشكاليات التي تمس رياضة المرأة في تونس، وقد ركّزت في مداخلتها على مستوى تمثُّلات النساء الناشطات والرجال الناشطين في مجال التسيير الرياضي لظاهرة نفاذ المرأة إلى مراكز صنع القرار في الهياكل الرياضية الفدرالية في تونس. وقد أشارت الأستاذة معلّى إلى أن المرأة المسيِّرة تُواجه العديد من الصعوبات والعقبات التي تعطّل مسيرة نفاذها إلى مواقع صنع القرار صُلب المؤسسات الرياضية رغم توفر شروط الكفاءة المطلوبة، معتبرة أن العلاقات بين الجنسين في مجال التسيير الرياضي ليست تلقائية وإنما تضبطها الثقافة الاجتماعية وهي قابلة للتغيير. لكن رغم كل المساعي المبذولة تلاحظ الباحثة غياب إستراتيجيات لتثمين الحضور النسائي والرياضة النسائية بصفة عامة في مقابل تركيز أغلب الجهود في دعم الرياضة الرجالية، وهو ما يزيد في تأكيد الهوية الذكورية للحقل، كما يساهم في إعادة إنتاج المخططات الاجتماعية السائدة التي تعكس تمثّلات الفاعلين المبنية على الهيمنة الذكورية كشكل من أشكال ممارسة السلطة.
وفي المداخلة الثانية تناول، الباحث في الدراسات الثقافية، سيف الغابري موضوع مجموعات الألترس طارحا التساؤل حول إمكانية تأنيثها ومدى قدرة النساء على النّفاذ إلى عالم التشجيع الرياضي. وقد إستهل الباحث مداخلته بتقديم مجموعات الأترس في محاولة لعرض خصائصها وتقاليد الإنتماء إليها ومختلف القواعد التي تحكم ممارسات أعضائها. وقد إستخلص الغابري أن المنظومة التشجيعية للألترس تفرض عديد العوائق أمام إنتماء النساء، رغم وجود بعض الدراسات الميدانية التي سجلت التواجد النسائي صلب مجموعات الألترس وذلك رغم طابعه الغير معلن، مبينا مختلف الاستراتيجيات التي يتبعنها من أجل تجاوز العقبات وتثبيت موقعهم سواء صلب المجموعات أو بخلق مجموعات نسائية تفرض بدورها مجموعة من القواعد الخاصة.
أما الأستاذة مهى الزاوي فقد حاولت، في سياق المداخلة الثالثة، تقديم خطة عمل من أجل تفعيل مساوات النوع الاجتماعي في المجال الرياضي ، حيث قدمت بجملة من الأرقام والمؤشرات التي تعكس وضع الرياضة النسائية وموقع المرأة في مراكز القيادة التسيير. هذا وقد تطرقت إلى جملة من المقترحات التي تميّز ملامح هذه الخطّة، والتي نجد على رأسها توحيد القطاع الرياضي وتطوير برنامح لتسهيل نفاذ النساء إلى مراكز القيادة ودعم منظومة الحوكمة والرقابة في المجال الرياضي، بما في ذلك تطوير آليات للحد من ظاهرة التحرّش والاعتداء الموجّه للنساء، بالإضافة إلى الجانب المادي المتمثّل في العمل على تحقيق المساوات، وفرض الإسثمار من خلال تحفيز المستشهرين على دعم الرياضة النسائية الذي يفرض بدوره تحقيق التكافؤ في التمثلية الإعلامية.
وفي مجال الإعلام الرياضي، قدمت الباحثة والصحفية عائدة عرب، المداخلة الرابعة، تجربتها في مجال الإعلام الرياضي وقامت بتحليلها متوصلة إلى جملة من النتائج المهمة، حيث عرضت جملة من المؤشّرات والأرقام التي تبين الهيمنة الذكروية صلب مجال الإعلام الرياضي؛ إذْ لا يتجاوز عدد الصحفيات الرياضيات المحترفات 20 صحفية من جملة 400 صحفي حاصل على بطاقة صحفي رياضي محترف. وقد أكدت الباحثة على أن هذا الاشكال لا يمثّل خصوصية تونسية ، بل هو إشكال كوني يعود إلى الصورة النمطية للصحفية الرياضية باعتبار أن المجال ذكوري بامتياز، وهو ما يضعف من إعتماد الكفاءة كمبدأ للنفاذ إليه والتركيز على متغير النوع الاجتماعي، في حين أن الصحافة الرياضية تتطلب الثقافة العامة والثقافة الرياضية وهو المطلوب وليس التمايز الجنسي.
اترك تعليقاً إلغاء الرد
فعاليات قادمة
ندوة علمية دُوليّة: السياحة وتأثيرها على المجال المحيط بها
دعوة للمشاركة تعلن الجمعية التونسية للدراسات والبحوث الحضرية بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.تونس عن بدء استقبال المقترحات البحثية […]
Appel à participation à l’académie de la migration – 2ème édition
La Fondation Heinrich Böll, Bureau de Tunis, et le Centre Arabe de Recherches et de l’Etude des politiques . Tunis […]
القرابة، والجوار، والجماعة، أو كيف نتدبر مجددًا الصلة بين المحلي والمشترك؟
دعوة للمشاركة يعلن قسم علم الاجتماع بكلية العلوم الإنسانية الاجتماعية بتونس بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.تونس ووحدة البحث “توارث، […]
روابط مختصرة
آخر التقارير
- أزمة العلاقات الخليجية: في أسباب الحملة على قطر ودوافعه
- الأنظمة الصحية، الرعاية الاجتماعية والعدالة الصحية
- الدراسة الاستشرافية
- أفكار ضد التيار
- الخطاب الديني و بناء الدولة الوطنية مقاربات متعددة الاختصاصات
- الإرهابيون العائدون من بؤر التوتر: سياسات التصدي وإجراءات التوقي
- الإسلام النقدي: المثقف النقدي والمسألة الدينية