ندوة: “الإعلام الرياضي: سياقات جديدة، رهانات جديدة”
- Catégorie تقارير الأنشطة ندوات
نظّم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. تونس، يوم الجمعة 28 ماي 2021، الندوة الثامنة ضمن أعمال سيمينار “الرياضة: السياسات العمومية وبناء الذاكرة وتشكل الهويات. حالة المغرب العربي“، تحت عنوان “ الإعلام الرياضي: سياقات جديدة، رهانات جديدة.”. وقد افتتح أستاذ علم الاجتماع بالجامعة التونسية، محمد الجويلي ، والمشرف على تنسيق السيمينار، النّدوة بالترحيب بالمتدخلين والمتابعين على مختلف وسائط التواصل الاجتماعي، وأشار إلى أن هذه الندوة تأتي كإمتداد إلى الموضوع الذي طرحته الندوة السابقة، والذي تناول الدور الإعلامي الكبير لفريق جبهة التحرير الجزائرية في التعريف بقضية الجزائر ودعم مسار الاستقلال. كما ستحاول، لا فقط ، معالجة التغيرات التي تطرأ على الرّاهن الرياضي، بل إنها ستحاول في نفس الوقت التطرق إلى الراهن الإعلامي والإعلام الرياضي بالتحديد في علاقته بالصورة والبث ومختلف الشبكات الافتراضية، بالإضافة إلى الدور والمسؤولية التي يضطلع بها هذا الإعلام على المستوى الرياضي و على المستوى السياسي والإجتماعي.
أُستهلت الندوة بمداخلة للنّاقد الإعلامي محمد الكيلاني تحت عنوان “الصحافة الرياضية وظيفة أم رسالة”،حيثإعتبر أن للصحافة الرياضية لها تأثير كبير على كل من له موقع داخل الميدان الرياضي وحتى خارجها. فقد أصبح للرياضة وصحافتها تأثيرا على مختلف الأنشطة الإنسانية، معتبرا إياها ظاهرة شاملة. وهو ما يجعل الصحفي الرياضي أمام مسؤولية كبيرة تفرض عليه أن يتوفر لديه شرطان أساسيان؛ وهما المعرفة بالأنشطة الرياضية التي يقوم بتغطيتها سواء في جوانبها التقنية أو في أبعادها التاريخية من ناحية أولى، والدراية بتقنيات العمل الصحفي وأخلاقياته من ناحية ثانية.
وفي مداخلته تحت عنوان “الإعلام الرياضي وتحديات التمويل”،أشار السيد شهاب الرويسي، الصحفي ومنتج البرامج الرياضية، إلى الإنحرافات التي يمكن أن يفرضها المال على عالم الرياضة من خلال توسع دائرة تضارب المصالح. فقد أصبح البحث عن الراعي أو المستشهر جزء من عمل الصحفي، حتى يتمكّن من تطوير فكرة برنامج وتمريرها إلى المشاهدين، وذلك رغم عدم تكوّن هذا الأخير في هذا المجال وعدم وامتلاكه الكفاءات اللازمة للقيام بهذه العملية والسيطرة على إنعكاساتها، خصوصا في ضل غياب الشفافية وإحتكار الإحصائيات المتعلقة بسبر الآراء، وهو يضرب حسب تعبيره أحد أهم مبادئ العمل الصحفي التي تفرض الفصل بين الخط التحريري والاكراهات المالية، وهذا ما لا يتوفّر اليوم حسب تعبيره.
أما مداخلة السيد عبد السلام ضيف الله رئيس قسم الرياضة بإذاعة موزايك أف أم، فقد تطرقت إلى موضوع “الإعلام الرياضي وشبكات التواصل الاجتماعي التحديات الجديدة“. وقد حاول في سياق مداخلته تقديم صورة عامة حول حجم هذه السوق الإعلامية الجديدة، من خلال تقديم مجموعة من الأرقام الكاشفة لتوسع رقعة الاعلام الرياضي الرقمي سواء على الصعيد العالمي أو الوطني، معتبرا أنه قد أصبح يساهم اليوم في التأثير على الجماهير وعلى صناعة القرار الرياضي، وهو ما يفرض على الاعلام الرياضي مراجعة جذرية في علاقته بهذه الوسائل من خلال إدماجها في المسار التكويني للصحفيين حتى على المستوى الأكاديمي.
أما مداخلة السيد مراد الدغيدي ، الصحفي والمختص في التسويق الرياضي، فقد تطرقت إلى “الإعلام الرياضي الحديث” متناولا زاوية البحث في تجديد الممارسة وإكراهات الأزمة التي تعيشها الصحافة الكلاسيكية. وقد أكّد الزغيدي في سياق مداخلته على أنه لا يمكن للإعلام الرياضي أن يتطور سوى بالكم والمنافسة، معتبرا أننا اليوم بصدد الحديث عن ثورة نقلت الإعلام الرياضي نحو طور صناعة وغيرت العلاقة الأفقية السابقة التي تعتمد على وسائل الاعلام الرسمية والمهيكلة ، سواء كان خاصة أو عمومية، إلى علاقة أكثر أفقية ومباشرة بين صانع الخبر والمتلقي لتخسر بذلك الصحافة الكلاسيكية حصرية نقلها للرّاهن الرياضي.
وفي سياق مختلف المداخلات قدم السيد فتحي الهويدي، الصحفي ووزير الإعلام السّابق والأستاذ في معهد الصحافة وعلوم الأخبار، مجموعة من التّعليقات والتّعقيبات التي تخللت مختلف المداخلات. حيث أشار فيها إلى أننا لم نصل اليوم إلى المستوى الذي يتبع فيه المال الفرجة وهو ما يخلق الكثير من الإشكالات في علاقة الصحفيين بالمستشهرين، ما جعل المال يتحوّل إلى عنصر رئيسي في العلاقة بين الصحافة والرياضة، معتبرا أن تجاوز الظواهر المنحرفة التي قد تخلقها مثل هذه الحالة يكمن في الحفاظ على الحركة الألمبية التي مازالت تحافظ إلى اليوم على رصيدها القيمي الذي يرتفع بالممارسة الرياضية والإعلامية.
وعلى إثر ما تقدم من نقاشات لوضع الإعلام الرياضي في تونس اليوم ومدى تأثره بالسياقات الاقتصادية والتكنولوجية الجديدة، ختم الأستاذ محمد الجويلي أعمال الندوة على أمل أن يفتح بهذا النقاش الأبواب أمام مزيد تطوير قطاع الصحافة الرياضية في تونس.
فعاليات قادمة
مخاطر المجتمعات المعاصرة تحت مجهر المؤتمر العاشر للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. تونس
مع حلول النصف الثاني من القرن العشرين، غدا العالم مسرحًا لتحولات اجتماعية وتاريخية عميقة سرّعتها التطورات الحادثة على المستويين التكنولوجي والايكولوجي، […]
ندوة مؤسسو علم الاجتماع في تونس: الإعلام بين الأثر والرّاهنيّة
نظم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. تونس والجمعية التونسية لعلم الاجتماع وكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بتونس ومعهد البحوث المغاربية المعاصرة […]