نظم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. تونس والجمعية التونسية لعلم الاجتماع وكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بتونس ومعهد البحوث المغاربية المعاصرة والجمعية الدولية لعلماء الاجتماع الناطقين باللغة الفرنسية ندوة دولية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس أيام 11 و12 أكتوبر 2024.

جاءت هذه الندوة تحت عنوان: “مؤسسو علم الاجتماع في تونس: الإعلام بين الأثر والرّاهنيّة” وقد واكبها جمهور غفير ضم بعضا من رواد علم الاجتماع في تونس على غرار الأستاذ خليل الزميطي والأستاذة رياض الزغل والأستاذة درة محفوظ والأستاذة فتحية الباروني. هذا كما حضر عدد من أفراد عائلات من رحلوا من المؤسسين وطلابهم من مختلف الأجيال المتعاقبة.

تم خلال الندوة تقديم 25 مداخلة توزعت على خمس محاور أساسية. تناول المحور الأول رهانات مأسسة اختصاص علم الاجتماع وسياقاته من خلال طرح الاسهامات الأولى للتفكير السوسيولوجي في تونس في إطار جدلية الاعتراف والاستبعاد. في حين تطرق المحور الثاني إلى إسهامات رواد علم الاجتماع التونسي في المباحث السوسيولوجية المعاصرة كالتحديث والدولة والعلاقة بين الأنا والآخر وذلك في سياق ديناميكية امتداد الموروث الفكري العربي الاسلامي و/ أو القطع معه. أما المحور الثالث فقد تناول علاقة علم الاجتماع بالاختصاصات المجاورة له وخاصة علم التاريخ وعلم الجغرافيا ومختلف الجدالات التي طرحتها أعمال المؤسسين وكيفية توظيفهم لهذه الاختصاصات ضمن بحوثهم الأولى.

في المقابل تطرق المحور الرابع إلى الإشكاليات المؤسسة في علم الاجتماع التونسي وانقسم بدوره إلى ثلاث جلسات تناولت إسهامات مؤسسي السوسيولوجيا التونسية في مواضيع التحولات الريفية والحضرية وتحديات التنمية بمختلف مستوياتها، إضافة إلى إسهامات المؤسسين في مجالات بحثية أخرى كالثقافة والفن والرياضة أيضا.

في الختام خصص المحور الخامس لعرض مسارات مجموعة من الأساتذة المؤسسين على المستوى الأكاديمي من تدريس وبحث صلب مؤسسات بحثية وجامعية مختلفة على غرار كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس ومركز البحوث الاقتصادية والاجتماعية. وخصصت الندوة حصص شهادات أدلى بها كل من الأستاذة درة محفوظ والأستاذ الطاهر لبيب حول فترة التأسيس مما خلق مساحة ثرية للتواصل جمعت الباحثين من مختلف أجيال الاختصاص.

وقد شهدت جميع الحصص نقاشات علمية عميقة حول بدايات علم الاجتماع بتونس ومختلف المنعطفات الهامة التي عرفها الاختصاص: المناهج، النظريات، العلاقة مع الدولة، اللغة المستعملة، إلخ.